كان #يهود_عنه لمئات السنين جزءاً لا يتجزأ من بيئتهم العشائرية، وتبنوا بعض العادات والتقاليد المحلية بما فيها ارتداء الشماغ. مع ذلك، حافظ يهود عنه على هويتهم اليهودية، وتعايشوا مع العشائر السنية في محافظة الدليم المسمّاة اليوم بالأنبار.
الصورة بالأسود وأبيض هي لوالد جدي، سلمان عزير العاني، التقطها في عنه ابنه الأصغر، عبدالله سلمان العاني قبل حوالي 90 سنة.
في أعقاب أحداث الفرهود عام 1941، انتقلت العائلة إلى حي البتاوين في بغداد، حيث كان معظم سكانه آنذاك يهود من الطبقة العليا. كانت لهجتهم اليهودية تختلف عن لهجة أهل عنه التي تدمج بين اللهجة البدوية واللهجة العراقية المسلمة، وحسب الروايات العائلية، مرّ الكثير من الوقت حتى تعلّم أفراد عائلة العاني اللهجة المحلية.
وفي الوقت الذي كان والد جدي يرتدي الشماغ، كان اليهود في حيّ البتاوين يرتدون السِدارة التي تبناها الملك فيصل الأولّ كرمز لكل العراقيين على كافة الديانات والمذاهب.
في ظل هذه الأجواء الجديدة، أوصى بعض أفراد العائلة والد-جدي سلمان بخلع الشماغ، كونه غير لائق في البيئة البغدادية، وقد أثار هذا الأمر تحفظات الابن، عبدالله بن سلمان، الذي اعتبر الشماغ جزء لا يتجزأ من شخصية والده.
هكذا كان سلمان عزير يصلي في كنيس "مئير طويق" وسط العاصمة بغداد، وهو يرتدي الشماغ، في الوقت الذي كان اليهود يستخدمون السِدارة كغطاء للرأس في صلواتهم وشعائرهم الدينية.
لم يكن هذا الأمر مستغرباً في عهد اتسم بأجواء التسامح وقبول الآخر، حيث تم قبول جدي سلمان في المعبد اليهودي والشماغ يغطي رأسه.
تذكرت بهذه القصة العائلية أثناء سفري لدبي مؤخراً، إذ قُمنا برحلة إلى الصحراء وارتديت الشماغ الأحمر بصفته رمز للبيئة الصحراوية، ونوع من أنواع غطاء الرأس.
Comentários